لا أتذكّر اسمه الأول فذاكرة قلمي المرتزق لا تكترث بحفظ الأسماء التي تمر بها أمام باب المصرف العقاري المشرف على الساحة المركزية للمدينة, لكنني أتذكّر جيّداً ما وضعه تحت إشارة الرهن كشرط أساسي من شروط التسليف المتعارف عليها بين المصارف.
من خبرتي في كتابة الطلبات التي يتقدّم بها المدانون للمصرف صرت أستطيع تقدير قيمة القرض – والتي تتناسب مع قيمة العقار أو الملك المرهون- لكن العقار كان فريداً هذه المرّة إلى درجة دفعت بإدارة المصرف إلى تشكيل لجنة خاصة للكشف على العقار وتقدير المال الذي ستُقرضه مقابل الفائدة المركّبة التصاعدية المتعارف عليها.
لم أتمالك فضولي فلحقت باللجنة- مخالفاً بذلك كل القوانين- إلى الجهة الجنوبية من المدينة حيث يقبع العقار بانتظار إشارة الرهن.
كانت منطقة عقارية عجيبة! يتميز فيها العقار عن الآخر بلوح حجري أبيض منقوش عليه بلغة الحفر التي يتقنها الإزميل وبأحرف سوداء أسماء وتواريخ تحرس العقار برهبة الصمت.
لست أتذكّراسم المُدان – كما أسلفت- لكنني أتذكّر اسم أبيه الذي كان منقوشاً على أوراق المصرف وعلى حجر أبيض مع تاريخ للميلاد والوفاة.
فرهاد حسو
10-2-2008
أرسلت فى stories
الوسوم: قبر, قرض